شركة تنمو صغيرة ببعض الأشخاص وبعض الأقارب والأصحاب ، تنمو وتكبر مع الوقت لتكون من أكبر الشركات المحلية أو العالمية ، وكلما تنامت الشركة وزادت بضاعتها في السوق كلما زاد الزبائن والعملاء وزاد مموليها ومن يبحثون عن منتجاتها ، والإنسان كذلك يكبر ويزداد عمره لتكثُر علاقاته الشخصية والاجتماعية ..
في قانون الشركات هناك مبدأ يقول
” الحفاظ على الزبائن القدم مع جلب المزيد من الزبائن الجدد “
منا من يدرك هذا المبدأ ويعمل جاهداً على تطبيقه في حياته وينجح بذلك ، ومنا من يحمل وسام الفشل في تطبيق هذا القانون في حياته .
هنالك من الناس من يكسب الجميع ويحاول الحفاظ على جميع علاقاته مع كل من حوله ، ولا يترك الحياة أو الوقت أو المشاغل أن تكون سبب في ضياع شخص ممن يحبهم ويحبونه ، يتواصل مع الجميع ولا يقطع أحد ، يشعر بضيق من بجواره ، يشاركه الحزن والفرح ، يعيش معه كالقلب للجسد … وهم للأسف قلة قليلة لكنهم في عيوننا أجمل ما في الحياة ، بل قل هم الحياة جُلها .
وعلى الوجه المعاكس .. وجدت ممن حولي من الأشخاص الذين حملنا لهم المحبة والمودة في قلوبنا ، لكنهم ما إن وجدوا غيرنا في حياتهم تركونا وذهبوا لغيرنا ، جمعتهم المصالح المشتركة والأوهام المصطنعة، وسرعان ما تسقط تلك العلاقة مع ذلك الشخص مع انقطاع المصلحة فيرجع إليك يرجوك السماح والمغفرة ، لكن بعد ماذا .؟! بعد أن حطم جميع الروابط التي بينك وبينه .
” لا تكسر أبداً كل الجسور مع من تحب .. “
لو طبقنا هذا القانون في حياتنا لكنا أسعد الناس ، ولوجدنا حلاوة الصداقة والمحبة ، لكن الكثيرين منا يفعل العكس ، فهو دوماً ما يحطم الروابط المشتركة بينه وبين الآخرين منذ أول جدال أو نقاش حول موضوع معين ، أو مشكلة عابرة ، ينتهز الفرصة لينهش لحمك وينشر أسرارك عن طريق المذياع في صباح يوم الجمعة ، لا يترك طريقاً سوى سلكه ليحطمك أمام الجميع و يعمل جاهداً على تغيير صورتك أمام من بجوارك ، ليحظى هو بمحبتهم وشوقهم ، لكن يتفاجئ في نهاية الطريق أن محبتك لهم ومحبتهم لك أقوى من تفاهة ما يقول أو يزعم عنك ، حينها يُصدم عندما يدرك أنه كان سبباً في زيادة محبتهم لك واعتزازهم بصداقتك وعلاقتك معهم .
فالكثيرون ممن يعيشون معنا وبيننا يملكون أجساداً كما نملك وعيوناً كذلك ، إذا رأيتهم تعجبك أجسادهم ، لكن كلماتهم نتنة أخلاقهم بشعة إن كانوا يملكون بعضاً منها ، إذا جلست بينهم يحدثونك بأجمل الكلمات وأعذب الحروف ، لكنهم ما إن تركوك عضوا عليك الأنامل من الغيظ ولا تكاد ألسنتهم تصمت عن ذكرك بكل سوء ، فهم المنافقون شياطين بلباس الملائكة ..
في حرب الأخلاق تكون الجريمة شيئاً طبيعياً ، وتكون الدماء أمراً عادياً ، تحطيم القلوب من أسرار المهنة وقتل المشاعر من أخلاقها ..إنها حرب الأخلاق التي لا تكاد تنتهي عند من لا يملكون قليلاً من الأخلاق