منتديات بنات بغداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بنات بغداد

بنات بغداد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التفكرفي الموت وقصرالأمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بريق الماس
جندي اثبت وجوده
بريق الماس


الدولة - الوطن : العراق السليمانيه
انثى الثور تاريخ الميلاد : 10/05/1986
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
العمر : 37
الموقع : لايوجد
المزاج : تمام

التفكرفي الموت وقصرالأمل Empty
مُساهمةموضوع: التفكرفي الموت وقصرالأمل   التفكرفي الموت وقصرالأمل Icon_minitimeالجمعة يوليو 16, 2010 1:54 pm





جدير بمن الموت مصرعه ، والتراب مضجعه ، والدود انيسه ، ومنكر ونكير جليسه ، والقبر مقره ، وبطن الارض مستقره، والقيامة موعده ، والجنة او النار مورده ، ان لا يكون له فكر الا في الموت ، ولا ذكر الا له ، ولا استعداد الا لاجله ، ولا تدبير الا فيه ، ولا تطلع الا اليه ، ولا تعريج الا عليه ، ولا اهتمام الا به ، ولاحول الا له ، ولا انتظار ولا تربص الا له ، وحقيق بان يعد نفسه من الوتى ويراها في اصحاب القبور ، فان كل ما هو ات قريب والبعيد ما ليس بآت وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " ولن يتيسر الاستعداد للشيء الا عند تجدد ذكره على القلب ولا يتجدد ذكره الا عند التذاكر بالاصغاء الى المذكرات له والنظر في المنبهات عليه ليكون ذلك مستحثا على الاستعداد فقد قرب لما بعد الموت الرحيل فما بقي من العمر الا القليل والخلق عنه غافلون (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
ان مما يبطر النفس ويدفعها الى الصراعات المشؤومة والشهوات المذمومة طول املها ونسيانها للموت ولذلك كان مما تعالج به النفس
تذكر الموت الذي هو اثر القهر الالهي وقصر الامل الذي هو اثر عن تذكر الموت وبقدر ما يقصر الامل ويتذكر الانسان الموت يكون عكوفه على القيام بحقوق الله اكثر ويكون الاخلاص في عمله اتم ولا يظنن ظان ان قصر الامل يحول دون اعمار الدنيا فالامر ليس كذلك بل عمارة الدنيا مع قصر الامل تكون اقرب الى العبادة ان لم تكن عبادة خالصة ففارق بين من يعمل بالسياسة قياما بحق الله وبين من يعمل فيها من اجل شهوة نفسه 0
ان قصر الامل وتذكر الموت ينقلان الانسان من الطور الثاني الى الطور الاول ومن ههنا وغيره ياخذ تذكر الموت وقصر الامل اهميتهما كوسيلتين من وسائل تزكية النفس0
الطريق في تحقيق ذكر الموت ان يفرغ العبد قلبه عن كل شيء الا عن ذكر الموت الذي هو بين يديه كالذي يريد ان يسافر الى مفازة مخطرة او يركب البحر او الطائرة فانه لا يتفكر الا فيه فاذا باشر ذكر الموت قلبه فيوشك ان يؤثر فيه وعند ذلك يقل فرحه وسروره بالدنيا وينكسر قلبه ، وانجح طريق فيه ان يكثر ذكر اشكاله واقرانه الذين مضوا قبله فيتذكر موتهم ومصيرهم تحت التراب ويتذكر صورهم ومناصبهم واحوالهم ويتأمل كيف محا التراب الان احسن صورهم كيف تبددت اجزاؤهم في قبورهم وكيف ارملوا انفسهم وايتموا اولادهم

وضيعوا اموالهم وخلت منهم مساجدهم ومجالسهم وانقطعت آثارهم
قال ابو الدرداء رضي الله عنه :اذا ذكرت الموتى فعد نفسك كاحدهم وقال ابن مسعود رضي الله عنه :السعيد من وعظ بغيره وقال عمر بن عبد العزيز :الا ترون انكم تجهزون كل يوم غاديا او رائحا الى الله عز وجل تضعونه في صدع من الارض قد توسد التراب وخلف الاحباب وقطع الاسباب0
ان ملازمة افكار ذكر الموت مع دخول المقابر ومشاهدة المرضى هو الذي يجدد ذكر الموت في القلب حتى يغلب عليه بحيث يصير عينيه فعند ذلك يوشك ان يستعد ويتجافى عن دار الغرور والا فالذكر بظاهر القلب وعذبة اللسان قليل الجدوى في التحذير والتنبيه ومهما طاب قلبه بشيء من الدنيا ينبغي ان يتذكر في الحال انه لا بد له من مفارقته 0 نظر ابن نطيع ذات يوم الى دار فاعجبه حسنها ثم بكى فقال: والله لو لا الموت لكنت بك مسرورا ولو لا ما نصير اليه من ضيق القبور لقرت بالدنيا اعيننا ثم بكى بكاء شديدا حتى ارتفع صوته0
ومن فضل ذكر الموت كيفما كان من الاثار : قد قال الحسن:فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا 0 وقد قال الربيع بن خثيم : ما غائب ينتظره المؤمن خيرا من الموت 0وكان يقول : لا تشعروا بي احدا وسلوني الى ربي سلا 0 وكتب بعض الحكماء الى رجل من اخوانه : يا أخي احذر الموت في هذه الدار قبل ان تصير الى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده وكان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة والاخرة ثم يبكون حتى كان بين ايديهم جنازة 0 وقال ابراهيم التميمي : شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت والوقوف بين يدي الله عز وجل 0 وقال كعب : من عرف الموت هانت عليه مصاءب الدنيا وهمومها 0 وقال مطرف : رايت فيما يرى النائم كأن قائلا-في وسط مسجد البصرة- يقول : قطع ذكر الموت قلوب الخائفين فوالله ما تراهم الا والهين0 وقالت صفية رضي الله عنها : ان امرأة اشتكت الى عائشة رضي الله عنها قساوة قلبها فقالت: اكثري ذكر الموت يرق قلبك ، ففعلت فرق قلبها فجاءت تشكر عائشة رضي الله عنها0
وقال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء :عظني فقال: لست اول خليفة يموت ، قال: زدني قال : ليس من آبائك احد الى آدم الا ذاق الموت وقد جاءت نوبتك ، فبكى عمر لذلك 0 وكان الربيع بن خثيم قد حفر قبرا في داره فكان ينام فيه كل يوم مرات يستديم بذلك ذكر الموت وكان يقول : لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة لفسد


قصر الامل
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :خط لنا رسول الله  خطا مربعا وخط وسطه خطا ، وخط خطوطا الى جانب الخط ، وخط خطا خارجا وقال :أتدرون ما هذا ؟ قلنا الله ورسوله اعلم ، قال: هذا الإنسان –للخط الذي في الوسط – وهذا الأجل محيط به ، وهذه الأعراض –للخطوط التي حوله – تنهشه إن اخطأه هذا نهشه هذا ، وذلك الأمل – يعني الخط الخارجي-0
قال مطرف بن عبد الله : لو علمت متى اجلي لخشيت على ذهاب عقلي ، ولكن الله تعالى من على عباده بالغفلة عن الموت ، ولو لا الغفلة ما تهنأ بعيش ، ولا قامت بينهم الأسواق 0 وقال الحسن : السهو والأمل نعمتان عظيمتان على بني آدم ولو لاهما ما مشى المسلمون في الطرق 0 وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني : مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس يغفل عنه ، وضاحك ملئ فيه ولا يدري اساخط رب العالمين عليه ام راض ،وثلاث أحزنتني حتى أبكتني : فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الله ولا يدري الى الجنة يؤمر بي أو إلى النار 0وعن أبى بكر رضي الله عنه انه كان يقول في خطبته : أين الو ضاء الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم ؟ اين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان ؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب ؟ قد تضعضع بهم الدهر فاصبحوا في ظلمات القبور 0
اعلم أن طول الأمل له سببان ، أحدهما : الجهل ، والآخر:حب الدنيا 0 أما حب الدنيا:فهو انه إذا انس بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها ثقل على قلبه مفارقتها ، فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها ،وكل من كره شيئا دفعه عن نفسه 0
والإنسان مشغول بالأماني الباطلة فيمني نفسه أبدا بما يوافق مراده وانما يوافق مراده البقاء في الدنيا،فلا يزال يتوهمه وبقده في نفسه ويقدر توابع البقاء وما يحتاج أليه من مال واهل ودواء وأصدقاء ودواب وسائر أسباب الدنيا ،فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه ،فيلهو عن ذكر الموت فلا يقدر قربه،فان خطر له في بعض الأحوال أمر الموت والحاجة إلى الاستعداد له سوَّف ووعد نفسه وقال :الأيام بين يديك إلى أن تكبر ثم تتوب وإذا كبر فيقول :إلى أن تصير شيخا فإذا صار شيخا قال: إلى أن أتفرغ من بنا هذه الدار أو أن ترجع من السفرة أو تدبير مسكن له أو تفرغ من قهر هذا العدو الذي يشمت بك0فلا يزال يسوَّف ويؤخر ،ولا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة اشغل أخر،وهكذا على التدرج يؤخر

يوما بعد يوم ويفضي به شغل إلى شغل بل إلى أشغال إلى أن تخطفه المنية في وقت لا يحتسبه 0 فتطول عند ذلك حسرته 0
الجهل:يدفع بالفكر الصافي من القلب الحاضر وبسماع الحكمة البالغة من القلوب الطاهرة0
واما حب الدنيا فالعلاج في إخراجه من القلب شديد،وهو الداء العضال الذي اعيا الأولين والآخرين علاجه،ولا علاج له إلا بالإيمان باليوم الآخر،وبما فيه من عظيم العقاب وجزيل الثواب،ومهما حصل اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب الدنيا،فإن حب الخطير هو الذي يمحو عن القلب حب الحقير،فإذا رأى حقارة الدنيا ونفاسة الآخرة استنكف أن يلتفت إلى الدنيا كلها وان أعطى ملك الأرض من المشرق الى المغرب،وكيف وليس له من الدنيا إلا قدر يسير مكدر منغص، فكيف يفرح بها أو يترسخ في قلبه حبها مع الإيمان بالآخرة؟ ولا علاج في تقدير الموت في القلب مثل النظر الى من مات من القرون،والأشكال وانهم كيف جاءهم الموت في وقت لم يحتسبوا 0 أما من كان مستعدا فقد فاز فوزا عظيما ، واما من كان مغمورا بطول الأمل فقد خسر خسرانا مبينا 0 فلينظر الإنسان كل ساعة في أطرافه وأعضائه،وليتدبر أنها كيف تأكلها الديدان لا محالة؟ وكيف تفتت عظامها ؟ فما على بدنه شيء إلا وهو طعمة الدود،وما له من نفسه

إلا العلم والعمل الخالص لوجه الله تعالى،وكذلك يتفكر في عذاب القبر وسؤال منكر ونكير والحشر والنشر ، وأهوال القيامة،وقرع النداء يوم العرض الأكبر،فأمثال هذه الأفكار هي التي تجدد ذكر الموت على قلبه وتدعوه إلي الاستعداد له0

نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التفكرفي الموت وقصرالأمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بنات بغداد :: 
(***{{{المنتديات العامة}}}***)
 :: المنتدى الاسلامي
-
انتقل الى: