منتديات بنات بغداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بنات بغداد

بنات بغداد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أَشيَاءٌ لا تَكتَمِلْ ! -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بريق الماس
جندي اثبت وجوده
بريق الماس


الدولة - الوطن : العراق السليمانيه
انثى الثور تاريخ الميلاد : 10/05/1986
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
العمر : 37
الموقع : لايوجد
المزاج : تمام

أَشيَاءٌ لا تَكتَمِلْ ! - Empty
مُساهمةموضوع: أَشيَاءٌ لا تَكتَمِلْ ! -   أَشيَاءٌ لا تَكتَمِلْ ! - Icon_minitimeالإثنين مايو 31, 2010 2:29 pm

أحلامي الصغيرة لم تبلغ شيئاً بعد ..
ولم تتكشف أمام الحياة .. مازالت جنيناً صغيراً يؤلمني حيناً ويشعلني فرحاً في حينٍ آخر ..
حياتِي الصغيرة لم تتحمل أن يسألني أبي بغتَة عن قُبولي بِه .. و أن أحدهم يطلبُ يدي .. شعرتُ به حلماً قد يقتربُ كسره و الانتهاءُ مِنه
كَيف أُحب .. و أعطِي لشخصٍ أجهلُه .. إنهُ ليس رفيقاً يُآخيني في أحدِ الطرقات ويرحل.. شيءٌ عظيم يشبه تقاسيمَ الحياة التي سـ أتبعها قريباً
كَما يقُولون .. ولم أقل بعد .. مَرتِ الأيام بِعجل .. تصنعُ مني أميرة بيتي .. لم أكن قلقة .. بل في أشد فرحي .. لم أكن خائفة .. بل في أشد شوقي !
أدركتُ أني كبِرت .. حِينما لقنتني أمي نصائح مخيفة .. كأني لن أصبح على ثغر أمي كُل يوم .. ولن أقول لها صباح الخير وتقولُ لي أنني الصباح كُله !
بدت الليالي لَدي أكثر قِيمة .. و أطول .. من أن أنامَ مع عرائِسي ..لن تتوسًد يديّ بعد الآن .. ولن تنام بعد قِصصي .. ربما أرى عينيها تحدقُ بي دائماً
أنا لا أهتمٌ بشيءٍ سِواه .. وسيحينُ رَمي هذه الكتل من الأقمشة بعيداً في الليلة القادمة .. إنها تجعلُ المكانَ ضيقاً لايتسع بخيالاتِي به ..
واستيقظتُ قبل أن يسيلَ ضياءُ الشمس .. قبلَ أن أبصِر الصبحَ القديم .. أثقُ أن أيامِي القادمة لاتحمل مساءً بعد اليوم إذاً أنا مشبعة حد التقيؤ !
كانَ الكُل يَراني بصمت .. وبلا شَغب .. شيءٌٌ ما في أعينهم يدعو للبُكاء .. لا أعلم ماهيته .. لا أعلمُ لِمَ يبصرُون التعاسة والحزن حين ألبسُ هذا البياض
ربما .. لأنهم لم يعلموا من هُو خالدٌ بعد !
هَرول المَساءُ الأخير قبل أن أكُون مَعه .. المَساءُ الأخير الذي أكُون فِيه طفلة ينعتُها الكِبارُ بالبريئة .. هذا الحبٌ سيخلقُ مني شابة يانعة فيه ..
كانت ليلة موشَحة بالبياض .. وكانت كلماتهم تتسربلُ علي و تَرحل .. لأن الخوفَ و البكاء كان للأيام الماضِية التي وَلت .. ولت بعيداً يا أهلي .. !
حِين خرجتُ لهم كانت الوجُوه تتجهُ لي .. وتكادُ تغرق في تفاصِيلي .. ابتسمتُ للأقدار .. ولشوقِي الذي أحببتُه .. شوقي المتوجُ بالسعادة كما أبدو
بعيداً عن كلماتِ العذاب التي ينطقها الكِبارُ في علاقاتهم .. و كَما أظُن .. سأنجرُف لها قريباً بِلا مُصطلحاتٍ ساذجة و مُبالغٍ فيها !
خالفتُ كل التقاليد .. العادات .. ورقصتُ معهم .. كأبهى مايكُون الفرح .. كأبهى مِيلادٍ أفتَتحهُ معه ..
انتهىَ عُرسي أخيراً .. و ها أنا .. مُورقة أمامه .. وَردة نضجت قبل أن تنمُو .. و قَبل أن تَميل لغيره ..
نَظراتُه الحادة الدافئة تُخفض رأسي خجلاً مِنه .. و تُخلدُ فِيً شوقاً أكبَرْ .. وبَكيت و أحسستُ بِولادة أحلامِي الصغِيرة و تتبُعها في جدول السنين ما
يكبُرها .. ! كَان قريباً في نَظراتِه .. و يًكثر مِن التفكٌه .. يُضيف للعذوبة مرحاً أهواه ..
مضتِ الأيامُ سِراعاً .. يغزُوني التفكير .. أيٌ حبٍ أجدرُ من أن يرتَفع بلا فتاتٍ كـ حُبنا ؟
اجتاح تفكيري نُعاسٌ غَزيرٌ استسلمتُ تلقائِياً له .. كانت الأحلامُ تَطول معي .. و ترحل عِند صوته .. الصباحات تتدلى بضياءٍ وفير .. يدعُونا لكُوبٍ من
القهوة .. و أحاديثَ قصيرة .. سألني في مُنتصف ذلك الصبَاح .. أيٌ شيءٍٍ تحبين ؟ لم أفكر بشيء وقلتُ له : كل شيءٍٍ الآن ..
ضحك وقَال : أحبٌ نظرتك الزَاهية التي تكادُ تصيبني بالعدوى .. لم أخضِ أسطُر كلماتِه .. و تبادلنا الحديثَ أكثَر ..
كَانت أيامِي تلك من أجمَل أيامي التي أغترٌ بها أمام أُمي حِينما عُدنا للديار .. الكُل مندهش .. لأن ثَمة شيءٌ تغير كُلياً فِيْ لا أفقهُه .. لكني على أي حَال
أفضلُ بكثير مِن " طِفلة " و رفيقةِ دُمى !
جاءتني أُمي في أول يومٍ عُدت فيه بعد صَمت ..
- حَنان انتبهي على نفسك .. طريقُك ليس سهلا كما تظُنين-
أُمي لاشيء يدعو للقلق .. كل شي بخير و يسير بإذن الله
الشهُور تتعاقَب .. وخَالد مازال حُبي الأول والأخير .. لايَملٌ التبسٌم .. يُدفئني بِعطائه .. ويُرفهني كأول ليلة التقيتُ به ..
سَألتني قَريبة .. خالد لا يتأخر عن البيت ؟ وأجبتُ بكل بَساطة : لابالطبع .. شعرتُ بخوف لا أعلمُ مامُناسبته .. لكنهُ أضحى عابراً .. أتَناساه ..
خالد لم يكُن صريحاً كما أزهو بذلك أنا .. بل يخبئُ هدايا لطيفة بينما أحضرُ الغداء .. يُضفي لعملي طعماً خاصاً .. بل ويشاركُني ..
لم يكُن كأي رَجل .. و لم يكُن زوجاً فحسب .. أخاً .. حبيباً .. وصَديقاً ..
يدعُوني لأن ننطلقَ في راحة .. أن نحفظَ القُرآن سوياً .. كَي نلتقي في الجنة .. لأن هذه الدُنيا لن تُبلغنا الجمَال بعمقِه
كُلما قصرت .. عاتبني .. ولم أر ضيقاً في أي حين .. كَان ملاكاً في نَظري .. وعتابُه ثناء
مضى عامٌ على حُبنا .. وبَدا يُخبئ الكثير في حَنايا السنين القادمة ..
استيقظتُ بشعورٌ مغاير .. شعورٌ يلكزني للسؤال : ما الذي يحصل بي ؟
ما الذي يترفني حناناً فوقَ حنان ؟
يسألني خالد : مابِك ؟ و ألفظُ الخوف عن صَدره .. : لاشيء يدعُو للقلق .. رُبما هي الأُمومة تشرعُ ذراعها .. رُبما أو من المؤكد !
اختَزن الشوقَ حَتى فَضحهُ الآن .. وخَطفنِي بعيداً إلى المشفى .. وحِين كشفت الطبيبة كان خالد يستَرقُ السمعَ من خلفِ الجُدران ..
ويدُس الحنين في كُل مكانٍ كي لا يُغرقه .. نَادى بِي غيرَ مُتمالك .. وانتظر أن تتدفق السعادة مِن أول أحرفٍ أنطِقها .. داعبتهُ بالصمت .. ثم
..استبشَرت و قلتُ له .. : ألم أقُل لك ؟
حَبس صُراخه المشاكِس لحِين المنزل .. و أخرجهُ بتلعثمٍ .. وانطلق الحرفُ طوعاً له من غُمرة الفَرح .. أسمعنِي قصيدتهُ الدافئة بالسعد ..
وَ وَعدني أن يُوفر راحة و طمأنينة ورفاهية .. لأجل المختبئ في أحشائِي ..
لأجل أن يُشبه حَنان .. أن يكُون أباً .. أن يَحمل أحدُهم اسم خالد .. ويَفخر بِه
كانت أحلامُه التي يُرددها كل يوم ولا يملٌ منها .. اتسعت رؤيتي له.. وأدركتُ أنه حالم .. وذو أُفقٍ بعيد .. شاعِرٌ .. و أبٌ قبل أن يُصبحَ ذلك ..

..


الطقُوس تركُل الرَبيع .. يتأهبُ للرحيل .. ولم أحتَفل على راحتَيهِ بطِفلنا ..
لستُ على رضى تام .. أشعرُ بفرحِ خالد يصغرُ يوماً بعد يوم .. أو أن فَرحه مَبحُوحٌ .. مُرهقٌ منَ الثرثرة ..
يتغَيبُ كثيراً عَن عملِه .. يُكابر رغماً عن أقنعتِه التي يكذبُ بجدارةٍ بِها .. يبتسمُ بتضاؤل ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أَشيَاءٌ لا تَكتَمِلْ ! -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بنات بغداد :: 
(***{{{المنتديات العامة}}}***)
 :: منتدى المواضيع المثيرة
-
انتقل الى: